شكّلت جائحة كوفيد-19 منحىً كبيراً في قطاع التجارة والمدفوعات، حيث ألقت بظلالها على المتاجر ومنافذ التجزئة والمبيعات ودفعتها إلى إغلاق أبوابها أمام المستهلكين بموازاة تطبيق إجراءات التباعد الاجتماعي عبر كافة دول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وباكستان. وهو ما يُعد سبباً رئيسياً وراء توجّه العملاء والمستهلكين إلى الفضاء الرقمي واقتناء مستلزماتهم عبر منصّات التجزئة الإلكترونية. وقد أشارت أحدث دراساتنا أن الجائحة قد أحدثت بدورها تغييراً طويل الأجل في سلوكيات المستهلكين، لا سيّما فيما يخص عادات التسوّق والدفع.
وأفادت دراستنا أن 95% من المستهلكين في الإمارات والسعودية استمرّوا في التسوّق عبر الإنترنت حتى بعد رفع قيود الجائحة،وأن حوالي ثلثهم يتسوّق أسبوعياً أو حتى يومياً.
ويعود جزء كبير من ازدهار التجارة الإلكترونية إلى فرص النمو العابرة للحدود، إذ أكد 33% من المستهلكين أن شراء المنتجات والخدمات غير المتوفرة في بلدانهم هو السبب الرئيسي وراء اللجوء إلى منصّات التسوّق الإلكترونية.
عندما يلجأ المستهلكون في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وباكستان إلى شراء المنتجات خارج بلدانهم فإنهم يفضّلون العلامات التجارية التي تحقق انتشاراً إقليمياً واسعاً. وهذا ما ينعكس على أكثر من ثلثي المشتريات الإلكترونية في السعودية عبر مواقع ومنصّات إلكترونية تتخذ من الخليج العربي مقراً لها. كما تفرض منصّات التسوّق العربية هيمنتها في السوق المصري، وفقاً للتقرير الصادر مؤخراً عن الأمم المتحدة حول جائحة كوفيد-19 والتجارة الإلكترونية.
ورغم ما سبق، فإن نجاح التجّار في تحقيق النمو العابر للحدود لا يخلو من التحديات. فكل دولة في المنطقة تمتلك منظومة مصرفية فريدة من نوعها وتختلف عن الأخرى من حيث طرق الدفع ومتطلبات الترخيص وغير ذلك من اللوائح التنظيمية وسلوكيات المستهلكين. الأمر الذي يجعل التوسّع إقليمياً، مثل الانطلاق من السعودية إلى مصر، حافلاً بالتحديات تماماً مثل التوسّع من ألمانيا إلى مصر.
ولكن بالرغم من التحديات، يقدّم التوسّع في المنطقة مزايا عديدة لا يمكننا تجاهلها. وهذا يتحقق بالتعاون مع الشركاء المناسبين واختيار حلول التكنولوجيا الناجحة، مما سيمكّن التجاّر من تجاوز هذه الصعوبات وتمهيد الطريق نحو الاستفادة من الفرص الإقليمية الواعدة.
لا يمكننا الإغفال عن طبيعة المدفوعات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وباكستان والتي تتسم عادةً بسمات السوق المحلية. فإذا كنت في السعودية ستجد Mada، أو Knet في الكويت أو Fawry في مصر. وهنا تبرز أهمية تزويد العملاء بالطريقة المفضّلة لديهم لتنفيذ مدفوعاتهم، مما سيساعدك على توسيع نطاق أعمالك عبر أسواق جديدة.
وفي الماضي، كان اعتماد الشركات والمؤسسات على طرق الدفع المحلية يستدعي تطوير مجموعة جديدة من علاقات المدفوعات والتكامل التكنولوجي مع أطراف ثالثة غير معروفة. ويصاحب ذلك فرض تكاليف إضافية وتنفيذ متطلبات الموارد وتعطّل العمليات في بعض الأحيان. وعندما تتطلع الشركات نحو التوسّع في أسواق جديدة، فإن التحديات التي تواجهها عادةً تتمثّل في طرق الدفع المحلية.
أما اليوم، فلا يجدّ التجّار صعوبة في ذلك عندما يتعاونون مع مزوّد مدفوعات رائد، إذ يمكنهم بكل سهولة تخطي مثل هذه التحديات. على سبيل المثال، نجحت Checkout.com في تحقيق التكامل مع أبرز مزوّدي خدمات الدفع المحلية عبر كافة أنحاء المنطقة، مما عزّز قدرة الشركات في توفير طرق الدفع التي يفضّلها العملاء عبر واجهتنا المفردة وبالتالي أصبح باستطاعتها التأقلم مع المتطلبات والتفضيلات المتغيرة بسلاسة وسرعة ودون الحاجة. إلى تحمّل عبء إضافي.
هذا ما قامت به شبكة OSN، مزوّد خدمات البث التلفزيونية المدفوعة الرائدة في المنطقة، حينما تعاونت مع Checkout.com. فقد أصبح بإمكانها توفير خدمة الدفع عبر Apple Pay في جميع أنحاء المنطقة، وFawry في مصر وKNET في الكويت وMada في السعودية، وكل ذلك عبر واجهة تطبيقات مفرّدة. وقد ساعدت هذه الحزمة المتنوعة من طرق وخدمات الدفع في توسيع قاعدة عملاء OSN وبالتالي توفير تجربة أفضل للعملاء. كما سمحت لها التوقف عن قبول المدفوعات النقدية بالكامل والتخلّص من كافة المخاطر المرتبطة بها.
+5%
ريتشارد فاريل، الرئيس التنفيذي للشؤون المالية لدى OSN
تتميّز المنطقة بتنوعها واختلافاتها، ويُعد بناء شراكات قوية لتجاوز مثل هذه الصعوبات في غاية الأهمية لمواصلة مسيرة النمو والنجاح. ولذلك يجب أن يقوم التجّار بترتيب أولوياتهم ليأتي على رأسها التعاون مع مزوّد مدفوعات قادر على تمكينهم من قبول المدفوعات في مختلف الأسواق.
يمتلك شريك المدفوعات المناسب فريق عمل من الكفاءات والكوادر المتميّزة، كما يحظى برؤية شاملة ومُلمّة بطبيعة السوق وسماته المختلفة، ناهيك عن قدرته في الإلمام بأعمال التاجر واحتياجاته. وهذا ما يجعله بمثابة قيمة كبيرة تُضاف إلى أعمالك وتدعم مسيرة نموّك، لأنه باستطاعتك الاستفادة من خبراته في بحث السُبل المناسبة نحو تحسين عملياتك وزيادة معدلات قبول المدفوعات. ويشمل ذلك كل شيء، بدايةً من مكافحة عمليات الاحتيال ومروراً بحل منازعات المدفوعات ووصولاً إلى توفير تجربة عملاء أكثر شمولاً. ولا بد أن يوفر شركاء المدفوعات المناسبين توصيات قوية ويساعدون التجّار في توفير العديد من الخيارات المتاحة.
أضف إلى ذلك أهمية التعاون مع شريك دفع متصل بنظام مدفوعات شامل يغطي كافة أنحاء المنطقة. فمن المهم بناء علاقات قوية مع أنظمة البطاقات والمُصْدِرين والجهات التنظيمية لتحقيق النمو والازدهار على المستوى الإقليمي، لأنها تمكّن مزوّدي خدمات الدفع من توفير حلول مبتكرة للتجّار في معالجة المشكلات والأزمات بشكل سريع وتزويدهم بطرق مبتكرة في رفع كفاءتهم وتعزيز أدائهم.
الخبرات والمهارات وجهان لعملة واحدة، ولكنهما غير كافيتين للنمو والازدهار. فالشركات بحاجة للتعاون مع شريك يستوعب احتياجاتها جيداً ويتعاون معها في بناء استراتيجيات تحقق طموحاتها. بالتالي، يتعلق الأمر بالبحث عن شريك مناسب على المدى الطويل، وقادر على توفير الحلول المبتكَرة وتقديم مقترحات منتظمة وعملية لتعزيز الكفاءة والأداء بشكل عام.
+15%
ريد بامبا، المدير الأول للمدفوعات الرقمية لدى Alshaya Group
إن التوسّع والنمو العابر للحدود يعني حتماً زيادة في أنوع خدمات الدفع والعملات وحالات النزاعات المحتملة عبر كافة عمليات التجّار. ويفرض ذلك مزيداً من التحديات على مستوى الأداء ويضع التجّار أمام العديد من واجهات الأداء والعمليات وجداول البيانات.
وبرأيي، يتكرر هذا السيناريو في العديد من دول المنطقة. وهو ما أشارت إليه المؤتمرات والندوات التي سلطت الضوء على التحديات والصعوبات الواقعة في عمليات إدارة مصادر البيانات المختلفة. ومع ذلك، تبرز مشكلة أخرى تتمثّل في عدم قدرة التجّار في اقتناص الفرص نتيجةً عدم امتلاكهم منظومة موحّدة لجمع البيانات وعرضها.
عندما يفتقر التجّار إلى منظومة شاملة لعرض بياناتهم فإنهم لن يستطيعوا رصد حالات فشل معالجة المدفوعات مع بعض المُصْدِرين. وهو ما قد يجعلهم لا يلاحظون إمكانية تحقيق معدلات نجاح أفضل عند تبني طرق دفع بديلة، لا سيّما في سوق تشهد حالة من القلق والارتياب من منظور مكافحة الاحتيال.
لا شك أنها مشكلة كبيرة، وربما ستفرض على التجّار دفع ملايين الدولارات من الإيرادات غير المحقَّقة والنفقات غير الضرورية. لذلك يجب على الشركات التي ترغب في استغلال فرص المدفوعات، باعتبارها مساراً نحو تحقيق النمو، أن تتعاون مع شريك خدمات مدفوعات قادر على توفير رؤية شاملة لبيانات مدفوعاتها عبر واجهة مخصّصة واحدة. والأفضل من ذلك هو أن تكون هذه البيانات سهلة الاستخدام ويتم توظيفها في أنظمة البيانات الأخرى، مما سيوفر تحليلات ورؤى شاملة يمكن مشاركتها عبر كافة وحدات أعمال الشركة.
تختلف البنى التحتية للمدفوعات من دولة لأخرى، وينطبق الأمر كذلك على اللوائح التنظيمية الخاصة بالضرائب ونظام صرف العملات الأجنبية وتخزين البيانات وما إلى ذلك. وفي حين أن بعض الأسواق مثل الإمارات توفر بيئة داعمة للأعمال ومنظومة متطوّرة، إلا أن العديد من دول المنطقة لا توفر البُنى التحتية اللازمة للأعمال. أضف إلى ذلك التغيرات المستمرة على النظم والقوانين واللوائح التنظيمية وبوتيرة متسارعة، مما يعني أنه حتى الشركات التي تتبنّى رؤية ذكية قد تخاطر بكل أعمالها ولا تواكب التطوّر.
خلاصة القول، لا يجب أن يضطر التاجر للتعامل مع كل هذه التحديات وحده. فعندما يتعاون مع مزوّد خدمات مدفوعات يمتلك حضوراً قوياً في المنطقة، فهو بذلك ينجح في إيجاد حلول مبتكرة تمكّنه من تجاوز مثل هذه الصعوبات. على سبيل المثال، واصلت Checkout.com جهودها الحثيثة من أجل اعتماد أحدث معايير إصدارات "يوروباي ماستر كارد فيزا" (EMV) ونظام المصادقة الثلاثي 3D Secure وعمليات الترميز، بحيث يكون التجّار على إطلاع دائم بالتغييرات والتطوّرات فور حدوثها.
بالطبع لا يمكن لشريك خدمات المدفوعات المناسِب تخطّي جميع تحديات ممارسات الأعمال في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وباكستان. ولكنه سيقدّم لك المساعدة اللازمة لتجاوز تلك التحديات بدون تحمّل أية أعباء إضافية وبالتالي الاستفادة من الفرص المناسبة. تعرّف على دور Checkout.com في تمكين الشركات داخل المنطقة من الاستفادة من فرص النمو العابرة للحدود.