قد تبدو دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وباكستان منطقة واحدة، ولكنها حتماً ليست أسواقاً متشابهة. وتبرز أوجه الاختلاف بشكل واضح في اختيارات الأفراد لحلول الدفع. لا شك أن عادات الدفع تطوّرت كثيراً بمرور الوقت وأصبحت تحكمها عوامل مختلفة. ويعود بعض هذه العوامل إلى الطبيعة الثقافية، في حين يُنسَب البعض الآخر إلى أسباب سياسية أو اقتصادية، من دون أن ننسى العوامل المرتبطة بالتكنولوجيا والبُنى التحتية.
كانت المعاملات النقدية تحظى سابقاً بانتشار واسع في المنطقة، ولكنها اليوم تتراجع شيئاً فشيئاً. وهذا ما أشارت إليه دراستنا البحثية الأخيرة التي أظهرت أن أكثر من 60% من المستهلكين في المنطقة ونحو 75% من المستهلكين في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي يفضّلون سداد قيمة مشترياتهم الإلكترونية عبر حلول الدفع الرقمية، وهو ما يمثّل ارتفاعاً بنسبة 20% مقارنةً بالعام الماضي.
أصبحت طرق الدفع التي تحل مكان المعاملات النقدية مرتبطة بشكل وثيق بطبيعة كل سوق محلية على حدة. فالشركات والأعمال بحاجة إلى التركيز على دور المدفوعات الحيوي في تحقيق التوسّع إقليمياً. ولكن، كيف يمكنها تحقيق التحوّل عملياً؟ وكيف يمكن للتجّار تطبيق هذا الأمر بتكلفة يسيرة وبسلاسة تامة؟
إن معرفة طرق الدفع المناسِبة التي يجب توفيرها في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وﺒﺎﻛﺴﺘﺎن ليست أمراً سهلاً. صحيح أن حلول Visa وMastercard منتشرة في المنطقة، ولكن حضورها يتفاوت من سوق إلى آخر، وغالباً لا تُعد أكثر طرق الدفع شيوعاً بين العملاء والمستهلكين.
يستخدم المستهلكون عادةً مجموعة متنوعة من طرق الدفع المحلية المتاحة في كل سوق. فعلى سبيل المثال، هناك Mada في السعودية،وهي النظام المحلي لبطاقات الخصم المباشر. وتوجد في الكويت خدمة KNET، وخدمة Farwy في مصر و ، QPay في قطر. تستحوذ حلول الدفع المحلية هذه على حصّة كبيرة في الأسواق – إذ تبلغ حصّتها في قطاع معاملات المدفوعات 60% في بعض الأسواق.
ورغم ذلك، فإن جزءاً مهماً من هذا التحدي يكمن في فهم طبيعة ومزايا هذه الحلول المتوفرة والشائعة في كل سوق.
ويعود السبب في ذلك إلى أن الشركات كانت عادةً تلجأ إلى فرض المزيد من التكاليف وتحمُّل أعباء إضافية لتوفير حلول دفع محلية. وذلك بسبب حاجتها إلى إبرام اتفاقيات مفردة مع كل مزوّد حلول دفع محلية، ناهيك عن ضرورة تحقيق التكامل والمحافظة على اتصالاتها مع كل واجهة تطبيقات دفع محلية على حدةٍ.
إليك الحل لهذه التحديات التشغيلية: اترك المجال لمزوّد خدمات المدفوعات ليقوم بكافة الجهود والخطوات اللازمة بالنيابة عنك. ترتبط Checkout.com بعلاقة قوية مع كافة مزوّدي خدمات الدفع المحلية الرائجة. ، مما يعني أن الشركات التي تعتمد على منصّتنا ستكون قادرة على الوصول إلى طرق الدفع المحلية عبر الاتصال بواجهاتنا الموحّدة..
وفيما يخص معالجة الصعوبات التشغيلية، فإننا ننجح كذلك في التخلص من أغلب التحديات البيروقراطية السائدة عادة في مكاتب المساندة والدعم. وعند مباشرة المدفوعات عبر Checkout.com، فإن الشركات لن تضطر إلى الاتصال بأنظمة الدفع المحلية، والتفاوض على الأسعار، وطلب هويات التجّار، وإنجاز الأعمال الورقية وما إلى ذلك.
ولا شك أنه بعد التخلّص من كل التحديات المتعلقة بالتواصل مع مختلف مزوّدي خدمات الدفع، سيصبح بمقدور بمقدور الشركات زيادة إمكانات نموّها في الأسواق التي تنشط بها في المنطقة. وعندما تتوسّع أو تنتقل إلى سوق جديدة فإنها قادرة على توفير طرق الدفع المحلية المُفضّلة من اليوم الأول في مباشرة عملياتها، مما يضمن لها تحقيق معدلات تحوّل مرتفعة وزيادة معدلات القبول وبالتالي زيادة إيراداتها.
"تتميّز Checkout.com بتكامُل حلولها مع أكثر طرق الدفع المحلية رواجاً على مستوى المنطقة، وقد نجحت في دمجها جميعاً ضمن واجهتها الموحّدة وبشكل سلس. ونظراً لأن جميع علاماتنا التجارية متصلة بمنصة Checkout.com عبر واجهة تطبيقات مفردة، أصبحنا قادرين على توفير مختلف طرق الدفع الشائعة على مستوى محفظة أعمالنا بالكامل".
ريد بامبا، المدير الأول للمدفوعات الرقمية لدى Alshaya
بعد نجاح أي شركة في توفير طرق دفع مناسبة في كافة الأسواق، فإنها تُوجّه جهود فريق عملها إلى التركيز على رفع كفاءة أعمالها وتحسين أدائها. وفي ظل قدرتها على الوصول إلى البيانات والرؤى المناسبة، فإنها بذلك ستبدأ في تمييز طرق الدفع التي تحقق لها نمواً في إيراداتها على النحو الأمثل.
والأهم من ذلك كله، يمكن للشركات البدء في اختيار طرق دفع مختلفة بدون فرض المزيد من التكاليف أو تحمّل أعباء إضافية. على سبيل المثال، أبرمنا شراكة مع العديد من الشركات للقيام بمجموعة من التجارب لمعرفة كيف يمكنها توظيف إمكانات طرق الدفع المحلية في ترجمة أهدافها المؤسسية.
وقد أثمر هذا التعاون نتائج مذهلة. فقد أجرينا سلسلة من الاختبارات باستخدام طرق الدفع المحلية لصالح شبكة قنوات OSN، مما شجّع هذه العلامة التجارية على التوقف عن قبول المدفوعات النقدية وساهم في خفض التكاليف وجذب المزيد من العملاء.
+5%
ريتشارد فاريل، الرئيس التنفيذي للشؤون المالية لدى OSN
يكمن نجاح أي تجارة إلكترونية في تحويل المتصفّحين إلى عملاء مشترين. فالأمر يتعلق باكتساب العملاء وإقناعهم بشراء المنتج وتوجيههم بنجاح خلال تنفيذ عملية الدفع بالكامل. ويعني هذا المفهوم توفير تجربة مدفوعات ترتقي إلى تطلعات العملاء، لا سيّما في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وباكستان حيث يتوقع العملاء إنجاز عمليات الدفع بسرعة وبسلاسة تامة.
على سبيل المثال، شهدت المنطقة خلال العام الماضي إقبالاً كبيراً على خدمة "اشتر الآن وادفع لاحقاً". وقد أظهرت نتائج دراستنا البحثية الأخيرة أن 24% من العملاء استخدموا هذه الخدمة خلال العام الماضي، بينما أكد 29% عزمهم استخدامها خلال الأشهر الاثني عشر القادمة.
وينطبق الحال كذلك على المَحافظ الرقمية، إذ أشار 66% من المستهلكين أنهم يخططون لاستخدام طريقة الدفع هذه خلال العام القادم، في حين أشار 50% إلى إنهم يضعون في اعتبارهم بدء استخدام العملات الرقمية.
هذه التطوّرات الملموسة في سلوكيات العملاء تؤدي إلى ظهور تحديات وفرص أمام الشركات والأعمال. ونقصد بالتحديات ضرورة توفير طرق دفع مناسبة بدون فرض المزيد من التكاليف أو تحمُّل أية أعباء إضافية. أما الفرص فهي تشير إلى طبيعة المستهلكين في المنطقة الذين يتمتعون بمعرفة متزايدة حول التكنولوجيا والحلول الرقمية. وبالتالي يتطلعون إلى الاستعانة بخدمات الشركات التي توفر تجارب مدفوعات تجمع بين الراحة والسلاسة والابتكار.
